التمايزات الطبقية وثقافة التغذية الرياضية في المجتمع المصري " دراسة في أنثروبولوجيا الغذاء "

صحيح أنّ مصر واكبت العديد من الثقافات واحتضنتها على مدار تاريخها، أضافت إلى ثراء التراث المصري، ولكنها تكيّفت مع التغيير في القرن العشرين بسرعة مذهلة، وبدلاً من التطور التدريجي تم استبدال التقاليد المحلية بسرعة فائقة. فما نحن أمامه الآن هو تحدي جديد من العولمة الغذائية في مواجهة ثقافتنا الغذائية التقليدية، وإدخال أنظمة تغذوية مستحدثة على المجتمع المحلي؛ كالتغذية الرياضية التي حظيت بجمهور كبير خلال السنوات الأخيرة. الأمر الذي دفع السوق العالمية لتلبية الاحتياجات الغذائية، وغزت مجتمعنا مشروبات الطاقة وألواح البروتين والسكر البديل التي أصبحت منتشرة انتشارًا كبيرًا بالمجتمع المحلي. الأمر الذي يسلط الضوء على ضرورة الدراسة الأنثروبولوجية لتلك النظم التغذوية.
استخدمت الباحثة المنهج الكيفي، وقامت بدراسة استطلاعية وصفية اعتمدت على عدد من أدوات المنهج الأنثروبولوجي في جمع المادة الميدانية والتي تمثلت في إجراء مقابلات متعمقة معتمدة على دليل العمل الميداني مع مجموعة من الرياضيين، وذلك من خلال "دليل دراسة الحالة" ل 35 حالة من (لاعبين، مدربين، ممارسي اللياقة البدنية)، وإجراء مقابلات شخصية مع بعض أخصائيين التغذية ومدربين تغذية رياضية بالأندية والصالات الرياضية؛ وتم تصميم دليل مقابلة، لجمع المعلومات وللحصول على تفاصيل حول تجاربهم الشخصية وأفكارهم حول العوامل الغذائية المؤثرة على الأداء الرياضي والثقافة الغذائية السائدة والاستراتيجية التغذوية. تم إجراء الدراسة في عدد من الأندية والصالات الرياضية والساحات الشعبية في أحياء متفرقة بمحافظة القاهرة مع مراعاة البُعد الطبقي لتلك المناطق وهي (التجمع الخامس، مدينة نصر، المعادي، حلوان، شبرا). إذ تجسد الثقافة الغذائية في القاهرة جزءًا لا يتجزأ من هويتها، تجمع بين التقاليد والحداثة، تعكس التفاوتات الاجتماعية تنوع أحيائها، والذي أدى بدوره إلى تنوع أنديتها وملاعبها؛ مما يجعلها تجربة غنية ومميزة للدراسة.