في ظِلِّ ما تَشْهُده المكتبات مِنْ تَغيّرات بوتِيرة مُتَسارِعَةٍ، مِنْ بينها انتِشار مفهوم رِيَادَة الأَعْمَال والمشروعات الصَّغيرة بَيْن أفْرادِ المُجْتمع، بوصفها وِسيلةً لمواجهةِ الرُّكُود الاقتصاديّ، وارتِفاع مُعَدَّلات البَطَالة؛ فقد أَصْبحتْ الشَّركات الصَّغيرة، ورُوَّاد الأعمال قِطاعًا مُجْتمعيًّا مُهِمًّا للمكتبات العامة. ولما كان للمكتبات ومرافِق المعلومات بكافة فئاتها دورٌ رئيسٌ في خدمة المُجتمع، وتَشْكيل ثقافته، فقد أتاحت المكتبات العامة عالميًّا مجموعةً مِنْ الخدمات لدَعْم رُوَّاد الأعمال والمشروعات الصغيرة في كل مرحلة مِنْ مراحل تطورهم، بداية من التفكير في المشروع، وحتَّى انْطِلاقه واستدامته. وعلى الرَّغم مِنْ انتشار خدمات المعلومات، والبرامج والأنشطة المُخَصَّصة لروّادِ الأعمال، وأصْحاب المشْروعات الصغيرة بالمكتبات العامة عالميًّا، وبرغم تناول الموضوع بعدد من الدِّراسات الأجنبية؛ إلّا أنّه لم يلق الاهتمام الكافِي مِنْ جانِب الدِّراسات العربية، خاصة فيما يتعلق بما يمكن أنْ تُقدِّمه المكتبات العامة العربية في هذا الصَّدَد. وتأسِيسًا على مَا سَبَق، فَقد حَدَّدتْ الدِّراسةُ أهْدَافَها في التَّعرُف على دور المكتبات العامة في دعم رِيادة الأعْمال، والمشروعات الصغيرة، وإِلْقاء الضَّوء على أبْرز النَّماذِج مِنْ مُبادرات ومشروعات خدمات رِيادة الأعمال، والمشروعات الصغيرة بالمكتبات العامة عالميًّا، ورَصْد أنْشِطة، وخدمات، وبرامج المكتبات العامّة العربية؛ لدعم رُوّاد الأعْمال وأصحاب المشروعات الصَّغيرة، وأخِيراً تقييم إِفَادة المكتبات العامة محل الدِّراسة مِنْ مواقعها الإلكترونية على شبكة الإنترنت؛ لِدَعْم رُوّاد الأعمال، وأصحاب المشروعات الصَّغيرة. وقد اعتمدت الدِّراسة على أسلوب دِراسة الحالات المتعددة؛ لتحْقِيق أهدافها، مُتَّخِذة مِنْ قائمة المراجعة أداة منْهَجِيّة لجمع البيانات. واستعرضت الدراسة ضمن إِطَارها النَّظَريّ تاريخ خدمات، وأنْشِطة رِيادة الأعمال بالمكتبات العامة، والنَّماذج العَالمية للمُبَادرات والبرامج. كما تناولت الدِّراسة خدمات، وأنْشِطة، ومبَادرات رِيادَة الأعمال والمشروعات الصغيرة بتِسْعِ مكتبات عامّة عربية ضِمْن إطارها التَّطبِيقي،