الجبـــال في الأدب العراقي القديم

المؤلف

قسم الآثار والحضارة کلية الآداب- جامعة حلوان

المستخلص

أجمع الباحثون أن أدب حضارة بلاد النهرين من أقدم أدب أنتجه الإنسان، وأنه من أول المحاولات الإنسانية للتعبير عن الحياة وقيمتها ومعانيها بأسلوب الفن الأدبي، وبالمقارنة بآدب الحضارات الأخرى نجده يسبق ما أنتجه الفکر البشري بعشرات القرون، وبالمقارنة بالحضارة المصرية القديمة نجده لم يأت شيء من أدبها من عصر ازدهارها في عصر بناة الأهرامات (الألف الثالث ق.م). کما خلف الکنعانيون - من أشهر وأکبر الأقوام السامية التي استوطنت الأقسام الساحلية من بلاد الشام- نتاجاً أدبياً مهمًا يرتقي في زمنه إلى منتصف الألف الثاني ق.م خاصة منطقة أوجاريت "رأس الشمرا الحالية".
دون الأدب العراقي القديم – الذي امتاز عن غيره من الحضارات الأخرى بعدم التحوير والتبديل عکس الأدب المصري القديم والعبراني– بأقلام الکتبة على ألواح الطين بالخط المسماري.
عکس النتاج الأدبي لبلاد النهرين نمط البيئة وأسلوب الحياة التي کان يعيشها الشعراء والأدباء في تلک العصور، لذلک کانت الظواهر الطبيعية الکونية کالسماء والأرض والشمس والقمر والنجوم مصدر إلهام لهم، ومن أهم هذه المظاهر الجبال التي تأثروا بها فذکروها في نتاجهم الأدبي بشتى أشکاله فأتت المأثورات وملاحم العراقيين القدماء على ذکره کمفردة کثيراً ما تتکرر في متون تلک الأبيات، حيث وصفت کمسرح جغرافي للعديد من الوقائع والحوادث أو کمرکز لعبادة إله، ومقر لتجمعات بشرية تقطن فيه، وبذلک ذکر الجبل في جميع صور النتاج الأدبي الديني أو الملحمي، کترتيلة أو رثاء، حتى لم يخل أدب الحکم والأمثال من ذکر الجبل.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية