الدور السياسي للأصولية اليهودية في إقامة دولة إسرائيل

المؤلف

المستخلص

أدت الأصولية اليهودية Jewish fundamentalism دورًا محوريًا في تأسيس دولة إسرائيل على الأرض التي تسميها نصوصهم المقدسة أرض الرب التي لا يجوز لأحد أن يقيم فيها إلا شعب الله المختار. وعلى الرغم من أن جهود إقامة دولة إسرائيل لم يکن حصرًا عليها، إنما لعبته بالتنسيق مع الحرکة الصهيونية Zionism التي هي في الأساس على نقيض منها؛ إذ إن الحرکة قومية علمانية، إلا أن الأمر يعکس مدى برجماتية التيار الأصولي اليهودي. أدى الحاخام إبراهام بتسحاق کوک (1865 – 1935) Abraham Isaac Kook، الدور الرئيس في إحداث المقاربة بين الأصولية اليهودية والصهيونية؛ إذ اعتبر أن جميع المساعي التي تعمل الحرکة العلمانية على تنفيذها، هي في مضمونها وجوهرها إشارات مسيحانية Messianism. والمسيحانية هي الإيمان بالمسيا Mashiah، الشخص المنتظر أو المنقذ أو المخلص، الذي سوف يأتي في آخر العالم ليخلص شعبه إسرائيل، والمسيا کلمة عبرية. تبلورت الأصولية اليهودية وأصبح لها روادها وأدبياتها وأهدافها، مع ظهور حرکة "الميدراش" Midrash؛ فنصوص العهد القديم کانت غامضة قبل أن تنشط حرکة "الميدراش" العام (505م). والميدراش هو التحليل التفسيري لنص الکتاب المقدس الذي يحاول ملء الفجوات والثقوب لفهم أکثر مرونة للنص. لکن في الوقت ذاته خلقت الحرکة نفوذًا واسعًا للحاخامات؛ إذ جُعل في أيديهم احتکار سلطة تفسير وفهم النص. ترتب على التحالف بين الأصولية والصهيونية، تأثيرات جذرية في أيديولوجية الأصوليين؛ إذ لم يعد التيار المتشدّد بتنفيذ ما ورد في التوراة، متمسکًا بالطريقة التي يتحقق بها خلاص اليهود، سواء بالإنابة الروحية إلى الله، ولزوم فرائضه، أو عبر النشاط السياسي والعسکري. ويعد هذا أحد تأثيرات الصهيونية العلمانية على الفکر الأصولي اليهودي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية