المجتمع المدني بين ثنائية الهيمنة والتحرر في الفکر السياسي الغربي.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

نشأ مفهوم المجتمع المدنى المعاصر من تصادم بين تيارين رئيسيين فى الفکر السياسى الغربى. الاول تطور من ميکافيلى وهو بز عبر لوک وکانط ثم مونتسکيووتوکفيل الى مفکرى الليبرالية المعاصرة . أما الثانى فمر من هيغل عبر مارکس وغرامشى الى هابرماس ومنظرى اليسار الاوروبى الجديد.
لکن المفهومين تقاربا بعد ذلک الى حد کبير حيث انتقل الليبراليون من اعتبار المجتمع المدنى ساحة توحش تحتاج الى سلطان الدولة ؛ الى اعتباره ساحة تحضر وتواصل بناء . وعند اليسار المعتدل فإن المجتمع المدنى تحول من فضاء هيمنة البرجوازية الى فضاء شبه محايد ؛ ثم الى ساحة للتواصل الإيجابى.
وقد يقول البعض إن الدولة والحرية متنافران ؛ ففى حين تقوم مؤسسات المجتمع المدنى على التطوع والانضمام الحر غير الإلزامى ؛فإن الدولة تقوم على الإجبار والقمع واحتکار العنف . لکن يجب أيضا الاخذ فى الاعتبار أن هناک مساحات تلاق واسعة بين الدولة والمجتمع المدنى .
لذلک يرى الباحث أن العلاقة بين المجتمع المدنى والدولة تفاعلية معقدة ومتداخلة بشکل لا يمکن فصله بسهو لة ؛ لذلک العلاقة بين المجتمع المدنى والدولة تفاعلية معقدة ومتداخلة بشکل لايمکن فصله بسهو لة ؛ وإنه لمواجهة قوة الدولة لايجب إضعافها ؛ولکن يجب تقوية المجتمع وزيادة رأس ماله الاجتماعى لتکون العلاقة بينهما صحية ومفيدة لکليهما ولمصلحة الفرد .
إذن فالعلاقة بينهما علاقة وظيفية ضرورية لايمکن أن يؤدى أحد الطرفين دوره الفاعل الذى ينبغى أن يصطلع به فى غياب وجود الطرف الاخر وفعاليته کذلک ؛ فالمجتمع المدنى يعد ضرورة للدولة والمجتمع على حد سواء بأعتباره يمثل حلقة الوصل الوظيفى بينهما. الحامل لامال الشعب ؛ الساهر على رشادة السلطة ؛ العامل على تماسک الدولة ودعم اسباب بقاءها ونجاح مهماتها بشکل دائم ومستمر .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية